السادة الباحثون والباحثات، القراء الكرام..
نقدم إليكم العدد الجديد من مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس متضمناً مجموعة من الأبحاث العلمية الرصينة، التي نأمل في أن تسهم في إثراء المعرفة في العلوم التربوية والنفسية، وتوثيق العلاقة بين النظرية والتطبيق في هذين المجالين، بما يحقق فهماً أفضل للسلوك البشري في محيطه الثقافي والاجتماعي، ويسهم في رعاية الفرد وحمايته وضمان صحته النفسية وتنمية شخصيته ومهاراته وقدراته، ويساعد مؤسسات المجتمع المعنية على بلوغ أهدافها المرجوة.
تهدف المجلة مواكبة مستجدات العلوم التربوية والنفسية في العالم وفي الوطن العربي، وتشجيع الأبحاث العلمية الأكاديمية المنهجية، وتوجيهها لخدمة مجتمعاتنا المحلية، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تعاني منها. ولقد تضمن هذا العدد مشاركات قيّمة لباحثين من الأردن والسعودية وسورية وفلسطين.
تناول البحث الأول موضوع “صعوبات تعلم النحو لدى طلبة الجامعات الأردنية في ضوء الدراسات الأدبية السابقة”، وهدف البحث إلى الكشف عن هذه الصعوبات من خلال تحليل شامل لمحتوى ثلاث عشرة دراسة ذات صلة، وأظهرت النتائج وجود عوامل متنوعة تكمن وراء هذه المشكلات تعود إلى طرائق التدريس، اللغة الصفية المستخدمة، الاختبارات، التقويم، الكتب والمراجع، كفاءة المدرسين وتدريبهم، عدم التركيز على استخدام اللغة العربية في أثناء التعليم، التقديم والتأخير في النحو.
وتناول البحث الثاني موضوع “الهناء الوجداني المهني لدى معلمي ومعلمات المرحلة المتوسطة في مدينة الرياض”. استخدم في البحث مقياس الهناء الوجداني المرتبط بالعمل (JAWS) بعد ترجمته والتحقق من خصائصه السيكومترية. وأظهرت النتائج أن مستوى الهناء الوجداني المهني لدى المعلمين كان متوسطاً، وأن المعلمين كانوا يمتلكون درجة مرضية من الهناء الوجداني لكنها ليست بالمستوى التحفيزي العالي.
أما الموضوع الثالث فتناول “دور معلمات رياض الأطفال الحكومية في العاصمة عمان في دعم الكفاءة الاجتماعية لدى أطفال الروضة من وجهة نظرهن”. هدفت الدراسة إلى تعرف واقع هذا الدور والمعوقات التي تحد منه، وتحديد رأي المعلمات حول مقترحاتهن للتغلب على تلك المعوقات. وقد أظهرت النتائج أن أبرز المعوقات برأيهن كانت: كثرة أعبائهن التدريسية، وضعف الحوافز المادية المقدمة من الإدارة للمعلمات المتميزات في تنفيذ الأنشطة الاجتماعية، وضعف الصلاحيات الممنوحة للمعلمات في إقامة الأنشطة التطوعية. أما النتائج المتعلقة بالإجراءات اللازمة للتغلب على تلك المعوقات فكان أهمها: خفض الأعباء التدريسية لإتاحة الفرصة لهن لإعداد الأنشطة التي تدعم الكفاءة الاجتماعية لدى أطفال الروضة وتنفيذها.
والموضوع الرابع بعنوان “درجة تضمين كتب اللغة الإنجليزية السورية في الصفين السابع والثامن لمؤشرات الذكاء اللغوي”. استخدم في البحث المنهج الوصفي التحليلي من خلال أسلوب تحليل المحتوى، وأعدت قائمة بمؤشرات الذكاء اللغوي تبعاً للمهارات اللغوية الخمس (الاستماع، القراءة، التحدث، الكتابة، الحس اللغوي). وأظهرت نتائج التحليل أن توزع الذكاء اللغوي جاء متوازناً في كتاب الصف السابع، بينما لم يكن متوازناً في كتاب الصف الثامن، كما لم تظهر النتائج أي توزيع غير متوازن في كتابي الأنشطة في هذين الصفين.
وتناول البحث الخامس موضوع “أثر استخدام الهواتف الذكية على طلبة المرحلة الأساسية في مدارس الأغوار الشمالية في فلسطين وسبل علاجها من وجهة نظر المعلمين”. أظهرت نتائج البحث أن أثر استخدام الهواتف الذكية في الطلبة كان عالياً ويؤدي إلى ابتعادهم عن الدراسة، وبينت الدراسة أن أهم سبل العلاج برأي المعلمين تتمثل بإشغال الطلبة بأنشطة مفيدة كالمطالعة، وارتياد المكتبات العامة، ومراقبة الأهالي لهواتف الأبناء للحيلولة دون الإفراط في استخدامها.
وتناول البحث الأخير موضوع “درجة ممارسة القيادة الرؤيوية لمديري ومديرات المدارس الثانوية من وجهت نظر المعلمين في محافظة جرش”. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة القيادة الرؤيوية لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية كانت بدرجة متوسطة، كما تبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات عينة الدراسة على الاستبانة تبعاً لمتغيرات الجنس، والمؤهل العلمي، وعدد سنوات الخبرة.
ختاماً أتوجه بالشكر والتقدير لجميع الباحثين المشاركين في هذا العدد لاختيارهم مجلتنا للنشر فيها، كما سنقدر للقراء كافة ملاحظاتهم التي من شأنها الإعلاء من شأن المجلة والارتقاء بها.
الأمين العام لكليات التربية في الجامعات العربية
رئيس التحرير
الأستاذ الدكتور محمد أحمد حلاق